Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript
اعلان هام: تم نقل هذه المدونة الى مدونتنا الجديدة نظرا لوجود بعض المشاكل التي واجهها معظم الزوار والتي تم التبليغ عنها لذا يمكنكم زيارتنا على الرابط (https://bou7outh2u.blogspot.com/) ... بالتوفيق للجميع ....

الحروب السرية ضد الجزائر المحروسة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحروب السرية ضد الجزائر المحروسة








Image result for ‫الحروب السرية‬‎

الحروب السرية ضد الجزائر المحروسة
الحملات الأوروبية و بروز الأطول الجزائري كقوة بحرية عالمية  
 
 الجزائر تعلن الحرب على أمريكا عام 1785
 
غزو القوات الأوروبية الفرنسة على الجزائر عام 1830م
 
ألاف المستوطنون لدعم مشروع الصليبية في الجزائر
ثلاثة ملايين جزائري في مراكز التعذيب والمحتشدات
صالح مختاري

 الحروب السرية ضد المحروسة بدأت في الظهور منذ مطلع القرن السادس عشر،  عندما سطع  دور    الجزائر في بحر الابيض المتوسط التي كانت تملك قوة بحرية     بفضل أسطولها البحري ، الذي بسط نفوذه و هيمنته على مختلف أرجاء هذا المتوسط ، حيث كان يراقب الحركة البحرية التجارية و العسكرية بين موانئه .
قامت دوائر الفرنسية و الأوروبية ، بعدة محاولات للتجسس على الجزائر ، و منها تجنيد القائد أحميدة من طرف الأسبان عندما كانت وهران تحت الاستيطان الاسباني ، حيث كلف هو و أعوانه بجمع معلومات عن المواقع الحيوية في المحروسة التي كان شارل يحضر لغزوها عام 1541 ،  وقتها سنت الجزائر   قوانين خاصة نصت على عقوبات قاسية ضد كل من يثبت تورطه في ارتكاب جريمة الخيانة ،   فكان القناصلة المشبوهين يتعرضون للطرد و في حالات خاصة كانوا يتعرضون للإعدام ،  وهو ما حدث    للقنصل الفرنسي الكاهن لوفاشي عام 1683 ، الذي ثبت  عنه التخابر مع أسطول معادي مستخدما نشر غسيله بترتيب معين و قطع لون معين و مميز ، بحيث كانت هذه الإشارات تعطي للعدو معلومات سرية تساعده في توجيه مدفعيته و تحديد أهداف قصفه ،   فكانت عقوبة هذا الجاسوس بربطه إلى فوهة مدفع و إطلاق النار عليه
.
كانت السلطات الجزائرية ترفض  أي نوع من  مبادلة الخونة و الجواسيس   بالأسرى الجزائريين ، حتى  انها  كانت ترفض الفدية حتى من قبل عظماء الملوك،مثلما حدث مع الجاسوس الاسباني كانيت عام 1550 م.  الذي كلف بمهمة تسلل ليلا إلى ميناء مع جماعة من الجواسيس لإضرام النار على البواخر الراسية ،  فألقي عليه  القبض قبل   أن يصل إلى هدفه     و قد عرض الملك الإسباني شارل مبالغ ضخمة على الباشا حسين بن خير الدين  للإفراج  عنه، ولكنه رفض العرض ليتم  إعدام الجاسوس كانيت عام م1559
 
لم يحدث في تاريخ الجزائر أن استفادة أي  جاسوس أو خائن واحد من العفو أو الشفاعة أو حتى من تخفيف    العقوبة .و يعود الفضل في إحباط المؤامرات التي كانت  تحيكها الدوائر الأوروبية إلى جهاز الشرطة الجزائرية و رياسة البحر و وعي الأهالي.
  
الحملات الأوروبية و بروز الأطول الجزائري كقوة بحرية عالية 
 
بدأ الوجود التركي في الجزائر مع الغزو الإسباني الذي استغل الانحطاط و الضعف اللذان عرفتهما الجزائر في أواخر عهد الدولة  الزبانية  التي لم تعد تملك من النفوذ إلا تلمسان و بعض المناطق الغربية، الأمر الذي أجبرها على عقد صلح مع الأسبان عام 1512م ،   اعترفت فيه بإستلاء الأسبان على عدة موائي في غرب الجزائر ، في حين  كان الاسبان قد احتلوا ميناء المرسى الكبير في شهر أكتوبر عام 1505م و مدينة وهران  في ماي1510م، و بجاية يوم 6 جوان من عام 1510م ، و مستغانم عام 1511م ، و كذا الجزر الواقعة في الجزائر العاصمة .
أمام هذا الوضع الخطير استنجد سكان الجزائر بالأخوة الأتراك المسلمين عروج و خير الدين و إسحاق و محمد إلياس ،  الدان كانا   يشتغلان  كقراصنة ضد المسيحيين ، ففي عام 1510م كان بحوزتهم ثماني بواخر و قد تمكنوا من إنقاذ عشرة ألاف أندلسي ،  كما استنجد بهم الحاكم الفصي لبجاية لطرد الجيش الإسباني ، فالتحق عروج و أخوه خير الدين  ببجاية عام 1512م و بحوزتهم اثنتي عشر باخر ة  و حوالي ألف جندي ، لم تنجح خطة عروج في طرد الإسبان بعد حصار بري و بحري دام أسبوعا . شاركت فيه القوات الجزائربة و التركية ، فكرر الهجوم على الاسبان عام 1514م و عام 1515م ، فنجح في فتح بجاية ، و في عام 1513م توجه إلى جيجل أين استطاع بمساعدة السكان تحريرها من قبضة الإيطاليين.
 في 30 سبتمبر من عام 1516م أرسل الكاردينال الاسباني كسيمانس الذي كان معروفا بتعصبه الديني ، قوة بحرية قوامها ثلاث ألاف جندي ، نزلت بناحية باب الواد (الجزائر ) و بعد يومين من هدا  النزول حدثت زوبعة بحرية ساعدت عروج على إلحاق الهزيمة بالاسبان وكان دللك في  عام 1517 م.
 امتدت نفوذ السلطة الجزائرية التركية بقيادة الإخوة خير الدين و عروج إلى تلمسان و لكنها لم تدم طويلا و بعد وفاة عروج عام 1518   بنواحي عين تموشنت ، و خلفه أخوه خير الدين الذي اتخذ من جيجل مركزا لجيشه ،   فتمكن من تحرير كل من القل ، قسنطينة (1521) ، عنابة (1522) ، الحضنة ، القبائل و متيجة ، كما استرجع القائد خير الدين مدينة الجزائر (1526) .
 في عام 1529 م شنت قوات القائد خير الدين هجوما عنيفا على  القوات الاسبانية التي كانت تحتل برج المنار و طردها ليسترجع الجزر الموالية لميناء الجزائر .
 
الأسطول الجزائري في معركة ليبانت (1571) و بداية مطامع فرنسا الاستعمارية
 
في عام 1571م اندلعت معركة بحرية بين الإمبراطورية العثمانية و  الدول  الأوروبية المسيحية في ليبانت بسواحل اليونان ،  شارك  فيها الأسطول الجزائري ،   انهزم فيها الأسطول العثماني ،  و  هنا بدأت مطامع فرنسا  في الاستيلاء على الجزائر .
إذ طلب ملك فرنسا شارل التاسع عام 1571 عن طريق سفيره بتركيا فرانسوا دي نواي  من باب العالي الذي كانت تربطه به صداقة و معاهدة بان توضع الجزائر تحت حماية فرنسا ، غير حاكم تركيا رفض هذا طلب .
 في عام 1574م شارك الجيش الجزائري برفقة الجيشين العثماني و الليبي في تحرر تونس من قبضة القائد دوق جوان النمساوي و ملك لاسباني فيليب الثاني اللذان احتلوها عام 1573م . عرفت المملكة المغربية صراعا على السلطة فبعث مولاي عبد المالك إلى قلج علي القائد العام للأسطول البري العثماني، طالبا منه ساعدته في تنحية شقيقه مولاي أبي عبد الله محمد المتوكل ، مقابل مساعدة الأتراك في طرد الأسبان من وهران ، و بعد موافقة القائد الأسطول العثماني على طلب مولا عبد المالك ، وصل الجيش الجزائري إلى فآس عام 1575 م، و دخلها بدون مقاومة عام 1601 م.
شنت أوروبا حملة صليبية كبيرة ضد الجزائر بقيادة الاسباني جان دوريا بمباركة البابا ، و تكونت الحملة الصليبية من سبعين سفينة حربية و عشر ألاف جندي   من الفرنسيين ،  أسبانيين الايطاليين ، متبعة في ذلك خطة الكابتن الفرنسي روكس ، و هنا كان الله في حماية المحروسة حيث هبت رياح بحرية عنيفة أفسدت خطة الأعداء عندما اقتربوا من الساحل الجزائري . في عام 1603م قامت مجموعة من رياسة البحرية الجزائرية ردا على العدوان بغزو سواحل فرنسية و أسر من خلالها مجموعة من مواطنيها ، كما تم تهديم مركز التجاري الفرنسي بالجزائر ،
عام 1607م قام أحد الفرنسيين بسرقة مدفعيتين و أعطاها لفرنسا فاحتجت الجزائر على هذا العمل فدخلت قوات البحرية الجزائرية في مشادات مع نظيرتا الفرنسية ، انتهت باسترجاع المدفعيتين و تسليم أسرى جزائريين ،
في عام 1928م ، أبرمت معاهدة بين الجزائر و فرنسا ، نصت على عدم الاعتداء من الجانبين و تسليم الأسرى ، تنصيب فرنسا قنصل يقيم بصفة دائمة بالجزائر ، و يتمتع بالحصانة الدبلوماسية ، و بعد فترة نقضت الجزائر هذه الاتفاقية بسبب اعتداء الفرنسيين على البواخر الجزائرية و الاستيلاء على أفرادها ، مما اجبر القوات البحرية الجزائرية من شن هجوم على السواحل  فرنسية  .
 
فرنسا و انجلترا تتنافسان على غزو الجزائر
 
برز الصراع بين فرنسا و الجزائر بخصوص السيطرة على إفريقيا الشمالية ، لتنفرد فرنسا ع بشن اكبر عدد من الغارات البحرية على الجزائر ، ففي عام 1663م شنت فرنسا حملة عسكري ة بقيادة دوق دويوفور للاستيلاء على مدينة الجزائر لكنها فشلت ، فخططت حملة أخرى  انطلقت من ميناء تولون بتاريخ 23 جويليا 1663 م و قوام هذه الحملة كان ب  بثلاث و ثمانون سفينة و ثمانون ألف عسكري ، و كانت هذه الحملة بقيادة كولبرت و دوق دويوفور ، و تم إنزال هذه الجيوش في ميناء جيجل ، وللمرة الثانية  فشلت هذه الحملة بعد معركة كبيرة خسرت  فيها فرنسا عدد كبير من البواخر و الجنود ، كرر ملك فرنسا لويس الرابع عشر في عام 1665م هجوما اخر على كل من ندن شرشال ، القل و جيجل ، الذي فشل هو الأخر ، و في عام 1669 م، أبرمت اتفاقية جديدة بين فرنا و الجزائر ، الأمر الذي أغضب انجلترا لتشن بدرها هجوما على الجزائر لكن قدرة المدفعية الجزائرية أرجعتها من حيث أتت .
 
استقلال الجزائر من الإمبراطورية العثمانية
 
في عام 1671م بدأت ملامح استقلال الجزائر عن الإمبراطورية الجزائرية يتجسد ، حيث سلك ديات الجزائر سياسة مستقلة ، بتعيين وزراء و إبرام اتفاقيات دولة ، و أصبح للجزائر حدود واضحة و جيش منظم و عاصمة  معترف بها دوليا ، و في هذه الفترة انتقل الصراع على الجزائر من اسبانيا إلى فرنسا ، لتتوالى الغزوات الفرنسية على الجزائر ، إذ في عام 1682م نظم الأميرال الفرنسي دوكين حملة عسكرية قوامها ثلاثون سفينة حربية لمهاجمة شرشال و مدينة الجزائر ، و لكن مرة أخرى تنكر شوكة فرنسا الاستعمارية أمام عزيمة الجيش الجزائري و انتهى الأمر بإبرام اتفاقية سلم  مع فرنسا و كان ذلك عام 1684م لمدة مئة عام لكنها نقضت عام 1776م بسبب نشوب معركة بين لسفن الجزائرية والفرنسية ، فقامت فرنسا بقنبلة الجزائر ، ليعقد مرة أخرى الصلح بين الطرفين .  
كانت أطماع الاسبان في الجزائر كبيرة جدا بدليل كثرة غزواتهم ضد السواحل الجزائرية ، ففي عام 1784م  ، هاجمت القوات الاسبانية بقيادة دون انتونيو ، لكن القوات البحرية الجزائرية البحرية أجبرتها من الانسحاب ، فقبلت الجزائر على عقد معاهدة صلح مع اسبانيا بطلب هذه الأخيرة تضمنت شرط جلاء الاسبان من مهران و مرسى الكبير .
في عام 1801 م دخلت الإمبراطورية العثمانية في حرب ضد فرنسا بسبب احتلال هذه الأخيرة لمصر ، فشاركت في هذه الحرب القوات الجزائرية رغم الصداقة التي كانت تربط الجزائر بفرنسا .
 
مؤتمر فينا و إكس لاشابيل يؤسس التالف الأوروبي ضد الجزائر
 
في عام 1815م انعقد مؤتمر فينا بطلب من انجلترا ، و كان التحالف الأوروبيين ضد الجزائر و ذلك بوضع حد نهائي لهيمنة الأسطول البحري الجزائري  في البحر الأبيض المتوسط . و كلفت بريطانيا بتطبيق مقررات المؤتمر ، فتوجه الانجليزي اللورد ايكسمون عام 1816م على متن أسطول بحري إلى الجزائر ، و لما اقترب من سواحلها وضع الداي القنصل البريطاني في السجن ، و أمام هذا الوضع انخدعت البحرية الجزائرية بالراية البيضاء التي كانت تحملها السفن  البريطانية ، التي تركتها تدخل ميناء الجزائري . ليتم بهذه الخدعة  بقنبلت الأسطول البحري الجزائري بالمدفعية . فألحقت بالجزائر أضرار جسيمة ، الأمر الذي  أجبر الداي عمر باشا على قبول شروط مؤتمر فينا .
بتاريخ 18 سبتمبر 1818م عقد الأوروبيون للمرة الثانية مؤتمر ايكس لاشابيل  الذي قرروا فيه وضع حد لهيمنة تونس ، الجزائر و ليبيا على البحرية و اعتبروا أي ماس بالبواخر التجارية لأحد من هذه الدول المتحالفة سيؤدي إلى رد فعل ريع .
 
الجزائر تعلن الحرب على أمريكا عام 1785
 
حين كانت أمريكا عبارة عن مجموعة من المستعمرات تخضع للنفوذ البريطاني ، الفرنسي و الاسباني ، كانت الجزائر تعامل السفن الأمريكية طبقا للدول المستعمرة ، حيث كانت العلاقات الجزائرية البريطانية في أواخر القرن الثامن عشر ودية ، و في ظلها تمتعت السفن الأمريكية بحماية من الجزائر مانحة إياها جميع الامتيازات ، و بعد قيام الثورة الأمريكية ، سحبت بريطانيا حماتها من أمريكا ، لتصبح   الجزائر حرة في معاملتها مع السفن الأمريكية ، و لكي تحمي سفنها و تجارتها و مواطنيها كان على أمريكا إما التوقيع على معاهدة الصداقة أو مواجهة الحرب ، و أمام الوضعية الحرجة التي كانت تعيشها أمريكا التي وجدت نفسها أمام قوة عسكرية جزائرية ، قررت أن تنشد السلام
 مع الجزائر ، و لكن بطريقة غير مباشرة ، حيث لجأت إلى الأوروبيين لتحقق هذا الهدف ، فالمعاهدة التي أبرمتها أمريكا مع فرنسا عام 1778 م على مادة يتعهد بموجبها ملك فرنسا باستعمال وساطته لدى الجزائر لحماية المصالح الأمريكية ، و في معاهدات أمريكا مع هولندا عام 1782 م و بريطانيا عام 1783 م حاولت أمريكا إضافة هذه المادة و لكن رفضت الدول الأوروبية تطبيق هذه لمادة كفرنسا   و أخرى رفضت إضافة هذه المادة أصلا كبريطانيا ،                                  
عندما فشلت مساعي أمريكا فلدى الدول الأوروبية بدأت في حملة دبلوماسية ضد الجزائر بهدف تكوين تحالف اميكي أمريكي حيث عبر بن جامين فرانكلن رئيس أمريكا عام 1783م عن إعجابه من تحالف الأوروبيين على مواجهة الخطر لجزائري .
بعد أن أعلنت الجزائر الحرب على أمريكا عام 1785م ، تم القبض على سفينتين أمريكيتين هما ماريا و دوفين في عرض المحيط الأطلنطي ، فوجد الأمريكيون أنفسهم مجبرين على فتح مفاوضات مباشرة  مع الجزائر ، فأرسلوا جون لامب لهذا الغرض و لكنهم استمروا في الوقت نفسه في تحريض الدول الأوروبية لتتحالف معهم ضد لجزائر ، و كان زعيم فكرة الحلف ضد الجزائر جيفرسون الذي كان وزيرا للخارجية ، و رئيسا لأمريكا الذي اقترح على السفير فرنسا في أمريكا فيرجنس التعاون على شن حرب ضد الجزائر . لكن فرنسا رفضت هذا التعاون ، في عام 1786م تقدم جيفرسون بمشروع  يتكون من إحدى عشر ة نقطة لتكوين هذا التحالف و بعث به إلى الدول الأوروبية ،
و وافقت على ذلك المشروع كل من البرتغال ، البندقية ، صقلية ، مالط،الدانيمارك ، روسيا و نابل و غابت عن هذه القائمة الدول الكبرى كفرنسا و بريطانيا ، لكن هذا المشروع فشل لسببين الأول لأن الدول التي وافقت على المشروع هي دول صغيرة لم تكن متأكدة  عندئذ من قوة أمريكا من حمايتها في حالة حرب مع الجزائر و الثاني أن الكونغرس الأمريكي رفض تمديد المشروع  .
 
المعاهدة الجزائرية الأمريكية الأولى عم 1795 م
 
جاء في التقرير المفاوض الأمريكي جون لامب ((انه لا طاقة للولايات المتحدة الأمريكية على فرض السلام على الجزائر )) و قال جون آدمز وزير خارجية أمريكا آنذاك ((إن الحرب ستؤدي إلى تخريب الاقتصاد و أنها ليست خطوة حكيمة)) ، و قد وافق على هذا الرأي جورج واشنطن رئيس أمريكا ، مع بداية عام 1791م ظهر اتجاه جديد للجزائر و بدا في توقيع هدنة مع البرتغال ، و معنى هذه الهدنة هو  حركة الأسطول الجزائري في المحيط الأطلنطي ، و هذا لم يكن في صالح أمريكا حيث بعد أسابيع من توقيعها قبض الأسطول الجزائري على أحدى عشر سفينة أمريكية و معها  مئة و تسعون أسيرا ، و عندما وصل الخبر إلى الرئيس الأمريكي جورج واشنطن اعتمد مبلغ أربعون ألف دولار لفدية الأسرى و  مبلغ خمسة و عشرون ألف  كجزية سنوية للجزائر ليتم تعيين داود همفريز كوزير في ليشبونة ليقوم بالمفاوضات مع لجزائر ، و بما أنه لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين الجزائر و أمريكا قدم همفريز أوراق اعتماده إلى الداي عن طريق قنصل السويد  في الجزائر ، و لكن هذا الأخير فشل في مهمته التي أوكلت إليه . فرغم المناداة بالحرب ضد لجزائر و ضد بريطانيا التي اتهمها بعض الأمريكيين بالتأمر على الجزائر عليهم، إلا أن الحزب الأمريكي الذي كان ينادي بالسلام مع الجزائر انتصر في النهاية. و كان شعار هذا الحزب ((السلام بأي ثمن)) . أرسلت أمريكا  بعثة أخرى إلى الجزائر للمفاوضة تحت مسؤولية همفزير ، و بعد صداقة بين الطرفان أدى إلى توقيع أول معاهدة سلام و صداقة بين البلدين بتاريخ 21 صفر 1210ه الموافق ل5 سبتمبر 1795م التي نصت على أن تدفع أمريكا ما يعادل مليون دولار منها 21600 دولار كجزية سنوية و تدفع لمعدات بحرية إلى الجزائر و بالمقابل تتعهد الجزائر بحماية التجارة الأمريكية في البحر المتوسط و القيام بمساعيها الحميدة لدى باشا طربلس لتحقيق  السلام مع أمريكا و بناءا على هذا أصبحت الجزائر طرفا ثالثا ضامنا  للسلام حين وقعت معاهدة طرابلس أمريكا ، كما تعهدت الجزائر بالقيام بنفس لمساعي لدىالباشا تونس لصالح أمريكا ، و قد جاء في ديباجة المعاهدة ((من تاريخ إبرام هذه المعاهدة سيحل السلام الدائم و الصداقة المخلصة بين رئيس المتحدة الأمريكية و مواطنيها و بين حسي باشا داي الجزائر و ديوانه و رعاياه و أن سفن و رعايا الأمتين سيتعاملون بكل شرف و احترام )) و تطبيقا لهذه المعاهدة أطلقت الجزائر سراح أسرى  الأمريكان في جوان 1796م ، أما أمريكا فد قدمت للجزائر السفن التالية الهلال ، حسين باشا ، لالا عائشة ، حمد الله و سكجو لديراند ، و كان ذلك خلال السنتين 1798م و 1799م .
 عندما تخلت أمريكا على التخلي على ملتزماتها تجاه الجزائر ، اتخذت الجزائر في حقها الإجراءات أهمها كان عام 1801 م عندما رست الباخرة الأمريكية جورج واشنطن،حيث طلب الداي من قنصل الأمريكي ومن ربان الباخرة بان تحمل الباخرة على متنها بعثة جزائرية إلى اسطنبول تحت العلم الجزائري وبذلك كانت أول باخرة تدخل القرن الذهبي و تعبر الدردينال  مرمرة ثم إلى اسطنبول عاصمة الشرق في ذلك الحين .
    
العلاقات الجزائرية الأمريكية قبل وأثناء كتابة المذكرات
بمجرد انطلاق المسيرة التنموية الأمريكية والتي جعلت من التجارة الخارجية إحدى ركائزها الأولى والكبرى وجدت أمامها دولة قوية تسيطر على أهم الطرق البحرية وعلى رأسها مركز التجارة العالمية آنذاك وشَرْيانها وركنها الركين البحر الأبيض المتوسط ...هذه الدولة هي الجزائر العثمانية بأسطولها العسكري القوي فاضطرت أمريكا إلى أن تهادن هذه الدولة تماما كما كانت تفعل مثيلاتها من الدول الغربية ...لكن بمجرد ضعف هذا الأسطول عادت العلاقات للتوتر وسارعت أمريكا للتملص والتخلـّص من التزاماتها المالية والضريبية ...هذه هي العلاقة بالإجمال والعموم لكن لتفصيلها والوقوف على مسارها وتاريخها لا بدّ من تقسيمها إلى مراحل كلّ مرحلة لها حيثياتها وملابساتها الخاصة ....
ü مرحلة الاحتلال البريطاني لأمريكا : خلال هذه المرحلة كانت أمريكا مستعمرة بريطانية تابعة سياسيا واقتصاديا للتاج الإنجليزي وبالتالي كانت العلاقة مع أمريكا منطوية تحت العلاقات الجزائرية البريطانية تتمّ بواسطتها ومن خلالها
ü مرحلة حروب الاستقلال : خلال هذه المرحلة وقفت الجزائر إلى جانب بريطانيا حسب بعض المؤرخين منهم الأستاذ إسماعيل العربي ويرى آخرون أنّ الجزائر لم تتخذ قرارا في هذا الشأن ولم تتحيز لجانب دون آخر لأنّ المسألة لم تكن تعنيها فهي مسألة بريطانية داخلية أو مسألة بين دولتين صليبيتين لا تعنيها في شيء أو لبعدها الشديد عن حدودها السياسية وهذا هو ظاهر ما يجنح إليه القنصل الأمريكي من خلال مذكراته هاته فهو يعتبر العلاقات الأمريكية الجزائرية حديثة عهد ولم تبدأ الاتصالات فيما بين الدولتين إلاّ بعد 1783 م كما يؤيّد هذا الاتجاه مسارعة الجزائر إلى الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة
وعلى فرضية صحّة ما ذهب إليه الأستاذ إسماعيل العربي فإنّ وقوف الجزائر إلى جانب بريطانيا في حربها ضدّ أمريكا لم يكن أحد يلومها أو يخطّئها عليه لأنّ كلّ القرائن والظروف كانت تشير وتدفع لاتخاذ ذلك الموقف وعلى رأسها علاقتها مع بريطانيا كانت قائمة وحميمة بخلاف أمؤكا التي لم تكن قد وجدت بعدُ
قوة بريطانيا وتفوقها العسكري كان يوحي أو يشير إلى أنّ المعركة ستنتهي لصالحها
البعد الجغرافي بين أمريكا والجزائر كان يستدعي بدوره عدم الاهتمام بهذه الدولة على حساب دولة قريبة منها هي بريطانيا ....
ü مرحلة استقلال الولايات المتحدة : سارعت الجزائر إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة كاملة السيادة والحقوق بل تعتبر الجزائر أوّل الدول اعترافا بها
ü مرحلة ما بعد الاستقلال مباشرة 1783م : استولت الجزائر على سفينتين أمريكيتين في عرض المحيط الأطلسي وأسرت ركابها وأصبحت التجارة الأمريكية في البحر المتوسط مستحيلة كما اعتبر الأمريكيون مشكلة الأسطول الجزائري كارثة وطنية وقامت حملة كبيرة في الرأي العام الأمريكي من أجل تحرير أسراهم المتواجدين في الجزائر ...وإذا كانت السفن الأمريكية تجد نوعا من المساعدة والحماية من طرف الأسطول البرتغالي الذي كان في حرب مع الجزائر بفضل مراقبته لمضيق طارق ومنعه مرور السفن الجزائرية فإنّ توسط بريطانيا بين الجزائر والبرتغال لعقد هدنة بين الطرفين سنة 1793م تسمح للأسطول الجزائري بالمرور إلى الأطلسي قد عقـّد مشكلة الولايات المتحدة ما اضطرها للدخول في مفاوضات مباشرة مع الجزائر يقول السفير الأمريكي وليام شالر: "... وهكذا ظهر أنّ التفاوض مع الجزائر لتحرير الأسرى الأمريكيين المحتجزين عبيدا هنا في الجزائر , ومنع أعمال أخرى للقرصنة , هو الوسيلة الوحيدة أمام حكومتهم وقد اتخذت إجراءات طبقا لذلك ولهذه الغاية , كلّف الكولونيل هامفري , الوزير الأمريكي في لشبونة من قبل رئيس الولايات المتحدة بالدخول في مفاوطات مع الجزائر , وتبعا لذلك كلـّف جوزيف دونالدصون بالذهاب إلى الإيالة لعقد معاهدة الصلح تعهدت الولايات المتحدة بموجبها بأن تدفع للجزائر مبلغ 725 ألف دولار في مقابل فدية الأسرى الأمريكيين وغرامة سنوية مقدارها 12000 سيكون و تدفع كذلك ما جرى عليه عرف الديبلوماسية الجزائرية من أموال ومقتنيات ثمينة على سبيل الهدايا والمنح وكذلك وعد داي الجزائر من جانبه بأن يساعد الولايات المتحدة على الوصول إلى عقد معاهدات صلح مع كلّ من إيالة طرابلس وإيالة تونس." ولقد كانت التكلفة الحقيقية لمعاهدة الصلح هذه بالنسبة للولايات المتحدة تعادل أو تفوق المليون دولار وهي قيمة في غاية الارتفاع إذا نظرنا إلى حالتها المالية الكارثية بسبب الديون الخارجية ووضعها الاقتصادي المزري بسبب حرب الاستقلال وضعف الدولة الحديثة النشأة تنظيميا وإداريا الراجح أنّ هذه المعاهدة تمّت سنة 1795م وأنّ أمريكا وجدت صعوبة في جمع هذه الأموال ولكنّها دفعتها بواسطة مفوضها جويل بارلو سنة 1796م , وبقيت مطالب الجزائر تزداد وتتفاقم كلـّما تطوّرت التجارة الأمريكية وازدهرت إلى أن وصلت في حسّ الأمريكيين إلى درجة لا تطاق ولكن لم يكن لهم مفرّا ولا بديلا من دفع هذه الضرائب والغرامات ...
ü مرحلة بداية التوتر 1810 م : خلال حروب نابوليون تغيّرت أوضاع الدول الأوروبية سواء من حيث سياساتها أو من حيث اقتصادها ... فقد تغيّر ميزان القوة بشكل مفاجئ وكبير (تصاعد قوة فرنسا روسيا وبريطانيا وأفول نجم بعض الدول القديمة مثل النمسا هولندا إسبانيا والبرتغال ) كما عرفت الدول الأوروبية ضعفا اقتصاديا وعجزا ماليا نتيجة تكاليف الحروب النابوليونية ممّا دفع جلّ هذه الدول إلى التوقّف عن دفع ضرائبها وغراماتها للجزائر , أمريكا بدورها دخلت خلال هذه الفترة في حرب مع بريطانيا ما جعلها تعرف نفس الظروف المالية والاقتصادية التي عرفتها أوروبا فتوقفت عن دفع ضريبتها المستحقّة , بعد ذلك مباشرة أعلن داي الجزائر الحرب على الولايات المتحدة , وقد اعتبر الأمريكيون هذا الإعلان بمثابة العدوان السافر والمتعمّد وزعموا أنّ من وراء هذا القرار يهود الجزائر هم الذين نصحوا الداي به يقول وليام شالر: "لقد اتخذت السلطات الجزائرية هذا الإجراء بناء على نصيحة بعض اليهود الذين كانوا يتمتعون بحظوة كبيرة لدى الداي في تلك الآونة والذين كانوا على رأس شركة تجارية خطيرة الشأن . فقد أخبر اليهود الداي بمدى اتساع نطاق التجارة الأمريكية وكيف أنّ الأمريكيين يتحملون بدون امتعاض أعمال القرصنة التي تقوم بها سفن الدول المتحاربة ضدهم , واستنتجوا من ذلك , بطبيعة الحال , أنّ الجزائر تستطيع أن تقوم بنفس الأعمال , بحيث سينتهي الأمر بخضوع الولايات المتحدة, وبحصول الايالة على مبلغ كبير من المال, في مقابل تجديد معاهدة السلام."
لم تكن أمريكا تستطيع خوض حرب مع الجزائر فاضطرت إلى محاولة مهادنتها وأرسلت سفينة (اللغاني) محمّلة بالذخيرة والعتاد الحربي , أرست هذه السفينة في ميناء الجزائر يوم 17 جوان 1812م ولكن حمولتها كانت ناقصة عن القيمة المتفق عليها بين الطرفين , أبدى الداي غضبا شديدا وانزعاجا كبيرا بسبب هذا النقص الذي اعتبره عدم وفاء بالعهود والمواثيق وممّا زاد غضب الداي أن علم أنّ نفس السفينة قد أنزلت شحنة مماثلة لملك المغرب وأنّها كانت محمّلة ببعض الأغراض الأخرى لأفراد وشركات خاصة
رأى الداي في هذا التصرف إهانة لشخصه ولدولة الجزائر فأمر القنصل الأمريكي بمغادرة الأراضي الجزائرية رفقة عائلته وجميع الرعايا الأمريكيين وأمهلهم حوالي أسبوعا واحدا إلى غاية 25جوان 1812م
وفي منتصف سبتمبر 1812 ألقى الأسطول الجزائري القبض على سفينة أمريكية وأسرّ جميع من عليها
في 1813م حاولت الحكومة الأمريكية فدية أسراها ولكن المحاولة باءت بالفشل ... يزعم القنصل شالر أنّ الداي رفض فديتهم وقال أنّهم أهمّ عنده من أي مبلغ مالي مهما عظم ...
ü مرحلة التفوق الأمريكي 1815م : الملاحظ أنّ هذه الفترة عرفت فتح الأسطول الجزائري في الوقت نفسه عدّة جبهات وفي شتّى المناطق والجهات وضدّ عدد غير قليل من البلدان على رأسها هولندا السويد ودول الشمال إسبانيا الدويلات الإيطالية ...ولعلّ الذي ساعد الأسطول الجزائري على مجابهة جميع هذه الدول في آنٍ واحد ــ دون أن يتأثر كبير تأثير ــ هو اشتغالهم بحرب نابوليون التي كلّفتهم إنسانيا وماليا الشيء الكثير , ولكن بانتهاء هذه الحروب ابتداء من سنة 1814م بدأت المواقف الغربية (الأوروبية و الأمريكية ) تغيّر من اتجاهها ومن شكلها وحدّتها ...وبدأ التخطيط الفعلي والعلني لمحاربة الجزائر وتحطيم أسطولها
ففي مؤثمر فينا 1815م استطاعت أوروبا أن تمنع الرقّ الأسود كما حاولت جاهدتا أن تحرّم ظاهرة القرصنة ولكن بريطانيا بقوّتها ونفوذها ومحافظة على مصالحها حالت دون ذلك
وفي سنة 1815م وبتوصية من الرئيس الأمريكي ماديصون قرّر الجنجرس (مجلس الشيوخ) العمل على إلغاء معاهدة الجزائر والتوقف نهائيا عن دفع أيّ ضريبة , كما قرر إعلان الحرب على الجزائر وإرسال قطع بحرية للمتوسط لترغم الداي على توقيع معاهدة الصلح وفق الشروط الأمريكية
عيّن الرئيس الأمريكي ماديصون لهذه المهمّة كلٌ من القبطان بينبريج Bainbridje والقبطان ديكاتور Decature قائدين للأسطول المتكون من عشر قطع  وكذا القنصل العام ولسام شالر لأجل خوض المفاوضات مع إيالة الجزائر
انطلق الأسطول الأمريكي من ميناء نيو يورك يوم 15ماي 1815م ودخل المتوسط شهر جوان وفي 16 من ذات الشهر التقى بالبارجة الجزائري(مشهودة) قرب رأس جات Cap jet والتي كان يقودها القائد الجزائري المشهور الرئيس حميدو وبسبب عامل المباغتة وبعد مقاومة شديدة قتل على إثرها الرئيس حميدو و ألقت القوات الأمريكية القبض على السفينة وأسرت جميع طاقمها
وفي يوم 20 جوان وصل الأسطول الأمريكي إلى عرض البحر المقابل للجزائر العاصمة التي كانت يومها شبه فارغة من جلّ سكانها وحاميتها (بسبب انتقال أغلب سكان العاصمة إلى مساكن البوادي وتنقل حاميتها للمناطق الداخلية لجمع الزكاة والضرائب والإتاوات وكذا غياب جلّ قطع الأسطول الجزائري الذي كان في مهام عرض المتوسط والأطلسي ) كلّ ذلك دفع الداي إلى المسارعة للتوقيع على معاهدة الصلح وفق الشروط والبنود التي وضعها المفوضون الأمريكيون
يقول القنصل شالر : "لقد أخِذَ الأسطول الجزائري على غرة بهذه الأحداث , ونظرا لأنّ أسطولهم كان يتجول في عرض البحر في تلك الأثناء ,فقد قبلوا , تقريبا جميع الشروط التي أمليناها عليهم , وبدون مناقشة ..."
تمّ التوقيع على المعاهدة يوم 30 جوان , وبعدها مباشرة تمّ تعيين وليام شالر قنصلا عاما للولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر
وجدّدت هذه المعاهدة وبنفس الشروط تقريبا في 23 ديسمبر 1815م ومثّل شالر بلاده في المفاوضات التي سبقت هذه المعاهدة إلى جانب [اليهودي] إسحاق تشونسي I.chauncey القائد الأعلى للقوات الأمريكية في المتوسط ...
التصنيف :
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات المدونة بحوث مدرسية جاهزة نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل الموضوع من المدونة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي
نسخ الرابط
نسخ للمواقع

0 commentaires:

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

اتصل بنا

Nom

E-mail *

Message *

أرشيف المدونة

جميع الحقوق محفوظة © بحوث مدرسية جاهزة
تطوير : Bou7outh4U
بحوث مدرسية جاهزة © 2015