حوادث العمل على الاشخاص والانتاج
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حوادث العمل على الأشخاص والإنتاج
المحور الأول :
1- مفهوم حوادث العمل:
"يعرف الحادث بأنه أي طارئ مفاجيء و غير متوقع أو
مخطط له يقع خلال العمل أو
يسبب ما يتصل به و يشمل ذلك أي عرض لمخاطر طبيعية أو
ميكانيكية أو كيميائية
أو إجهاد حاد و غير ذلك من المخاطر التي قد تؤدي إلى الوفاة
أو الإصاية البدنية أو المرض الحاد للعامل المصاب. و قد يؤدي الحادث إلى أضرار و
تلفيات بالمنشأة أو وسائل الإنتاج دون إصابة أحد من العاملين. أو قد يؤدي إلى
إصابة عامل أو أكثر بالإضافة إلى تلفيات المنشأة و وسائل الإنتاج". تعريف آخر
يرى بأنه:" حدث يقع دون توقع أو سابق معرفة نتيجة مسببات خارجية أو أخطاء
يرتكبها العامل ينتج عنه أضرار تصيب العامل أو الآخرين أو الممتلكات و المعدات أو
كل ﺫلك، و بالتالي هو حدث غير مخطط له أو مقصود من قبل العامل و إن كان في بعض
الأحيان سببا مباشرا للوقوع فيه، ينتج عنه توقف العامل أو الآخرين أو المنشآت و
المعدات عن العمل لفترة زمنية معينة تتناسب مع الضرر الذي لحق بهم".
تعريف إصابات العمل:
يعرف الضرر الذي
يصيب العامل بسبب وقوع حادث معين بأنه « إصابة » أي أن الإصابة هي النتيجة
المياشرة للحادث الذي يتعرض له العامل، و تعرف إصابة العمل بأنها الإصابة التي
تحدث للعامل في مكان العمل أو بسببه و كذلك تعبر الإصابات التي تقع للعامل في طريق
ذهابهم إلى العمل أو طريق الرجوع من العمل إصابات عمل بشرط أن يكون الطريق الذي
سلكه العامل هو الطريق المباشر دون توقف أو انحراف.
2- تصنيف حوادث العمل:
تصنف الحوادث وفقا لما جاء به السيد رمضان على الشكل
التالي:
- "من حيث نوعها، إلى حوادث مرور، و حوادث مناجم، و
حوادث طائرات أو إلى حوادث خطيرة و أخرى غير خطيرة.
- من حيث نتائجها، إلى حوادث تتلف الآلات، أو المنتجات،
أو تصيب الأشخاص بإصابات مختلفة كالحروق، أو الكسور أو فقد الحواس أو الأعضاء أو
التشوهات المختلفة أو الموت.
- من حيث خطورتها، إلى حوادث مميتة أو حوادث تؤدي إلى
عجز كلي دائم كفقد العينين أو اليدين، و أخرى تؤدي إلى عجز جزئي دائم كفقد عين
واحدة، أو يد واحدة و أخرى تؤدي إلى عجز كلي مؤقت،و أخرى تحتاج إلى إسعافات
أولية".
3- أسباب حوادث العمل:
يتم تقسيم الأسباب التي تنتج عنها حوادث العمل إلى قسمين
رئيسيين، يتكون الأول من العوامل البيئية و التنظيمية و الثاني من العوامل
الإنسانية التي ترجع إلى الفرد نفسه كالنقص في قدراته أو توازنه الإنفعالي أو
ملاءمته للعمل الذي يقوم به أو عدم توافر الدوافع النفسية لديه.
أولا- العوامل البيئية و التنظيمية:
تتكون هذه العوامل من أسباب متعددة يرجع معظمها إلى
الخطأ في تصميم الآلات و المعدات و إلى بيئة العمل و محيطه، كما يرجع البعض الآخر
إلى طبيعة العمل نفسه و درجة التعب الذي يسببه للفرد الذي يقوم به، و سنعرض بعض
العوامل التي تنتمي إلى هذا القسم و بصفة خاصة عوامل بيئية.
* السرعة في القيام بالعمل: تؤدي السرعة في إنجاز
العمل في كثير من الأحوال إلى زيادة معدل حوادث العمل و يرجع ذلك لسببين رئيسيين،
أولهما أنه عندما يصل الفرد بسرعة تزيد فرص و احتمالات تعرضه للحوادث، و ثانيهما
أنه عندما يعمل بسرعة لا يستطيع تخصيص العناية و الحذر الكافيين مثل الفرد الذي
يعمل ببطء، حيث إن متابعة العمل في هذه الحالة يستغرق معظم اهتمامه.
* درجة الحرارة: ثبت من البحوث أن درجة الحرارة
التي يعمل فيها الفرد تؤثر على عدد حوادث العمل و الإصابات الناجمة عنه فقد وجد أن
إصابات العمل تكون عند حدها الأدنى عندما يعمل الأفراد في درجة حرارة معتدلة، و
كلما زادت عن درجة الحرارة المثلى زاد معدل حوادث العمل، كما ثبت أنه إذا زادت
درجة الحرارة أو قلت بدرجة كبيرة فإن الأمر لا يقف عند حد زيادة عدد حوادث العمل،
و إنما تزيد خطورة الحوادث و شدتها أي أنه في درجات الحرارة العالية جدا أو
المنخفضة جدا تكون الحوادث أكثر خطورة و يتسبب عنها توقف العامل عن العمل لفترة
أطول.
* الإضاءة: يزيد معدل الحوادث و الإصابات عندما
يعمل الأفراد في مكان ليس به إضاءة كافية، و قد دلت نتائج الإستقصاءات التي أجريت
على عدد من الوظائف أن الإضاءة غير الكافية قد تسبب زيادة في معدل حوادث العمل
بنسبة 25 % عن الإضاءة العادية، كما تبين أن بعض أنواع الحوادث تزيد عن غيرها مثل
حوادث سقوط الأفراد على الآلات و الأشياء الأخرى تكون أكثر من غيرها نتيجة لضعف
الإضاءة و وجد أيضا أن معدل الإصابات و الحوادث يرتفع بالقرب من الغروب و قبل
استخدام الإضاءة الصناعية.
ثانيا- العوامل الإنسانية للحوادث:
تسبب آلات العمل و معداته و ظروف العمل و بيئته نسبة من
الحوادث و إصابات العمل و لكن الغالبية الكبرى من تلك الحوادث ترجع إلى الأفراد
أنفسهم لأخطائهم التي تنشأ من أسباب متعددة. و يتفق علماء النفس على وجود فروق
فردية في القابلية للحوادث و مدى تعدد إصابات العمل كما هو الحال في جميع القدرات
الإنسانية الأخرى أي أنه قد تتعدد إصابات فرد في فترة زمنية معينة بينما لا يقع
لزملائه الذين يعملون معه أي حادث كما دلت البحوث على أن معظم الحوادث تنتج عن خطأ
عدد قليل من الأفراد و بذلك يمكن خفض معدل حوادث العمل و الإصابات باستبعاد مثل
هؤلاء الأفراد. و يطلق على تعرض الفرد للحوادث المهنية بنسبة أكبر من زملائه الذين
يقومون بنفس النوع من العمل ( قابلية الحوادث ) أو الإستهداف أي أن الفرد يكون
عرضة للحوادث أكثر من غيره بسب تكوينه العضوي و تكوينه النفسي، بسبب أن طبيعة بعض
الأفراد و خصائصهم تتسبب في وقوعهم في الحوادث و إصابتهم أكثر من غيرهم، و يختلف
الأفراد في درجة قابليتهم للحوادث بنفس الطريقة التي يختلفون فيها في الإستعدادات
و الخصائص الإنسانية الأخرى.
4- المتغيرات اللازم أخذها في الإعتبار لتقليص حوادث
العمل:
سعت دول العالم المتقدم إلى دراسة الموضوع من أبعاد
مختلفة، و لقد كان للولايات المتحدة الأمريكية السبق في هذا المجال، حيث أجرت
العديد من الدراسات و الأبحاث المكثفة بمعرفة العديد من الباحثين المتخصصين و
الهيئات ذات الإهتمام، و قد تركزت تلك الأبحاث حول محاولة تحديد مجموعة من
المتغيرات ذات الصلة و التأثير على وقوع إصابات و حوادث العمل، و إخضاع كل متغير
من هذه المتغيرات للدراسة الميدانية المتأنية لبيان مدى تأثيره على حوادث و إصابات
العمل في مواقع العمل.
المتغير الأول: ساعات العمل الزائدة أو الإضافية و توقيتها
إن المشروعات التي يعمل عمالها ساعات عمل إضافية أكبر
سوف تميل إلى إظهار معدلات حوادث بنسب أكبر من تلك المشروعات التي يعمل عمالها عدد ساعات إضافية
أقل، فكلما زادت ساعات العمل الإضافية التي يعملها العامل، زادت فرص تعرض العامل
للتعب و الإرهاق، و زادت بالتالي إحتمالات وقوع حوادث و إصابات العمل.
المتغير الثاني: معدل دوران العمل
فإن ذلك يعني أن معدل دوران العمل هو متغير ذو تأثير
بالغ على معدلات حوادث العمل بالمشروعات، كلما طالت مدة خدمة العامل في موقعه،
أصبح العامل أكثر إلماما و تمرسا بالطرق السليمة و الآمنة لأداء عمله دونما أخطاء
و انخفض بالتالي فرص و احتمالات وقوع حوادث و إصابات العمل.
المتغير الثالث: طبيعة نشاط العامل داخل المشروع
عندما تكون طبيعة عمليات المشروع تميل إلى النواحي
الصناعية و الإنتاجية أكثر من النواحي الخدمية و الإدارية، زادت أعداد المصابين من
العاملين في المجال الإنتاجي بالنسبة للعاملين في غير المجال الإنتاجي، و كلما
زادت نسبة العاملين في المجال الإنتاجي زادت احتمالات الخطر التي يتعرض لها
العاملون في هذا المجال و زادت بالتالي احتمالات ارتفاع نسب معدلات حوادث و إصابات
العمل بذلك المشروع.
المتغير الرابع: العمر و مدة الخدمة
يصبح العامل أكثر إلماما و تمرسا بالطرق السليمة و
الآمنة لأداء عمله دونما أخطاء عندما تطول خدمته في موقعه، و تنخفض بالتالي فرص
احتمالات وقوع حوادث العمل.
قام ( سيسكيند ) بدراسة لقياس تأثير ثلاثة متغيرات
مجتمعة معا هي: العمر، و الجنس، و مدة الخدمة على معدلات الحوادث، و قد انتهى (
سيسكيند ) إلى أن تحليلات الدراسة توضح أن العاملين سواء كانوا ﺫكورا أو إناثا
يكونون عرضة لحوادث العمل بشكل أكبر من خلال السنة الأولى لعملهم، و تؤيد معدلات
حوادثهم الموضحة بالتفصيل على مستوى العمر و الجنس هﺫه الحقيقة. و بالتحديد فإن
العاملين من كل الأعمار و الأجناس ترتفع معدلات حوادثهم بالعمل في الشهور الأولى
لعملهم عنها في الفترات التالية لهذه الفترة الأولى، و تعتبر نتائج هذه
التحليلات دليلا قويا للغاية على ضرورة
بذل الجهود اللازمة لأخذ المتغيرات في الحسبان، عند التفكير في وضع أي سياسات في
مجال تخفيض معدلات حوادث العمل.
المحور الثاني :
1-النظرية القدرية:
"ترى هذه النظرية أن الناس نوعان، نوع يحظى
بالسعادة و الهناء، و نوع يحظى بالكآبة و البؤس الدائم و بالتالي فمنهم من لديه
حصانة ضد الحوادث و منهم من يفتقد هذه الحصانة و بالتالي فإن إمكانية التعرض و
الوقوع للحوادث أثناء العمل تكون كبيرة و هناك من يتعرض للحوادث بصفة مستمرة، و
هذه النظرية ترجع هذا الإستمرار إلى الصدفة و سوء الحظ و تنفي على أن الإنسان هو
عبارة عن شخصية واعية، تتكون من مجموعة من القدرات العقلية و الجسدية، و يفكر و يتماشى مع المواقف المختلفة التي
تعترض حياته. إذا فهو ليس مرتبطا بالصدفة أو الحظ إضافة إلى هذا فإنها تنفي الجانب
المادي لوقوع الحوادث في العمل.
2- نظرية علم النفس التجريبي:
ترى هذه النظرية
أن هناك أسباب متعددة للحوادث، فالعامل يكون تحت تأثيرات ( ظروف العمل، العلاقات..)، و يمتد هذا
التأثير ليشمل الوظائف النفسية للفرد كما ترى أيضا أن هناك دوافع متعددة، فقد يكون
الدافع للحوادث هو الرغبة في الحصول على تعويضات مالية ( الضمانات الإجتماعية ) أو
تعويضات معنوية ( زيارة الأهل
إذا كانوا بعيدا عن مكان العمل أو الرغبة في جلب الإهتمام من طرف الأفراد الآخرين
أو لأجل التخفيف من المسؤولية )، و يعني هذا أن هناك أسباب خارجية و داخلية إلا
أنها لم تبين ما هو الجانب الذي القدر الكبير في التأثير في وقوع الحادثة.
3- النظرية الطبية:
تفسير هذه النظرية لحوادث العمل في البيئة المهنية يكمن
في أن الفرد ليس دائم الإصابة و إنما يعاني من مرض جسدي أو عصبي. و أن هذا الخلل
هو المحرك الرئيسي و السبب المباشر لوقوع الحادث و تؤكد هذه النظرية أسباب الحوادث
على أساسها الطبي ( الخلل السمعي، البصري...)، و هناك عوامل بيئية خارجية تساعد في
وقوع الحوادث.
4- نظرية الضغط و التكيف:
ترى هذه النظرية أن وقوع الفرد في الحوادث في عمله راجع
للضغوط و التهديدات المختلفة و المتغيرة كعامل مباشر و رئيسي. و تركز هذه النظرية
على الظروف المادية المحيطة كالإضاءة، الضوضاء، الحرارة..الخ و لابد من توفير
المناخ المهني المطلوب و تحسين النوعية الفيزيقية، لأن هذا يساعد على تكيف العامل
و سلامته من الوقوع أو التعرض للحوادث أثناء العمل .
5- نظرية الإستهداف للحوادث:
هذه النظرية من أقدم النظريات التي وضعت لتفسير الحوادث
من الجانب البيولوجي و من أكثرها شيوعا،ترى أن الأفراد الذين يرتكبون العديد من
الحوادث و بصفة متكررة يطلق عليها إسم "مستهدفي الحوادث" و هذا يرجع إلى
وجود بعض السمات الوراثية الخاصة و الطبيعية و التكوينية فهم يقحمون أنفسهم في
السلوك الخطير "
أي أن هناك قابلية للتعرض للحوادث و يكون هذا نتيجة
لرغبة في إشباع بعض الدوافع أو إلى خلل دائم طبيعي تكويني خاص بالفرد نفسه. غير أن
هذه النتيجة لا تنطبق إلا على مجموعة من الأفراد فقط. فلا يمكن أن يكون جميع
الأفراد لهم صفات وراثية متماثلة. و ما يسجل على هذه النظرية هو إهمالها لأهمية
الجوانب الخارجية التي يمكن أن تكون عاملا مهما و أساسيا في وقوع الحوادث.
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات المدونة
بحوث مدرسية جاهزة نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل
الموضوع من المدونة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي
نسخ الرابط | |
نسخ للمواقع |
0 commentaires: