يوم الشهيد 18 فيفري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يوم الشهيد 18 فيفري
مقدمة:
الاحتفال بذكريات العظماء وفاء, و أي وفاء .. لأنهم وفوا
بما عاهدوا عليه الله و الشعب و النفس, و حققوا أمانيهم بخاتمة الاستشهاد.. فالذكرى
لا تقام من أجلهم كأشخاص, و لا من أجل الذكرى, بل تقام, لأن حياتهم جزء من تاريخ هذا
الوطن العظيم, فتذكرهم و إقامة الذكريات لهم تذكير للأجيال على مدى العصور, بما قدمه
أجدادهم و آباؤهم من تضحيات غالية, كي يتحرر الوطن, و يسعد أبناؤه, و ينعموا بالحرية
فوق أرضهم..
إن وراء كل عظيم
من عظمائنـــا قصة, و بطولة, و أمجاد تعتز بهــا أجيال الغد, و تتباهى بسجلهــا الذهبي
الثري بالرجال و الأبطال, و قد كان لنــا هذا السجل في ماضينا, و لكن ايادي المستعمر
عاثت فيه حرقا و فسادا, و أيدناه نحن بصمتنــا, و تجاهلنا... و ها هو جيل ما بعد الاستقلال
يقارن بين سجلات الشعوب الأخرى و سجلنــا, فيرى هذا هزيلا جدا ... و لولا ثورة التحرير
لكان تاريخ رجالنا و سجل حياتهم أهزل سجل في الوجود..
يوم الشهيد في
الجزائر الذي يصادف يوم 18 فيفري من كل سنة. حظي الشهيد بالتكريم والتبجيل لما خصه
به الله من مكانة حميدة , وعرفان له لما قدمت يداه من تضحيات جسام فهو الذي لبى
وضحى بالروح والجسد دفاعا عن الوطن والحرية والشرف صادقا عهده ولم يبدل تبديلا وقد
خصص تاريخ 18 فيفري كيوم وطني للشهيد وتم الاحتفال به لأول مرة سنة 1990 وتهدف هذه
المناسبة إلى إرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل
استخلاص العبر والاقتداء بخطهم الشريف . اتخذ يوم 18 فيفري من كل سنة يوما
للاحتفال بذكرى الشهيد عرفانا بما قدمه الشهداء من تضحيات جسيمة ويمثل هذا اليوم
وقفة لمعرفة مرحلة الاستعمار التي عاشها الشعب الجزائري في بؤس ومعانـاة وهذا لأن
التاريخ يمثل سجل الأمم وتحتفل الجزائر بهذا اليوم منذ 18 فيفري 1991 بمبادرة من
تنسيقية أبناء الشهداء تكريما لمـا قدمه الشهداء حتى لا ننسى مغزى الذكرى واستشهاد
مليون ونصف المليون من الشهـداء لتحرير الجزائر. فالجزائر أمة مقاومة للاحتلال منذ
فجر التاريخ خاصة الاستعمار الفرنسي الاستيطاني الشرس حيث قدمت الجزائر قوافل من
الشهداء عبر مسيرة التحرر التي قادها رجال المقاومات الشعبية منذ الاحتلال في 1830
مرورا بكل الانتفاضات والثورات الملحمية التي قادها الأمير عبد القادر والمقراني
والشيخ بوعمامة وغيره من أبناء الجزائر البررة وكانت التضحيات جساما مع تفجير
الثورة المباركة في أول نوفمبر 1954 حيث التف الشعب مع جيش التحرير وجبهة التحرير
الوطني فكانت تلك المقاومة والثورة محطات للتضحية بالنفس من أجل أن تعيش الجزائر
حرة فبفضل تلك التضحيات سجلت الجزائر استقلالها في 5 جويلية 1962 يوم الشهيد التي
تتزامن مع الثامن عشر فيفري من كل سنة و ذلك بتنظيم العديد من التظاهرات.
فبالإضافة إلى مراسيم الترحم على أرواح شهداء ثورة التحرير تتميز التظاهرات بتنظيم
معارض للصور وتوزيع هدايا تشجيعية على المتفوقين في مختلف المسابقات التي نظمت بالمناسبة و إطلاق أسماء بعض
الشهداء على مؤسسات تربوية وعرض أفلام حول الثورة المسلحة و تكريم عائلات بعض
الشهداء..يوم الشهيد في الجزائر .
وقد خصص تاريخ
18 فيفري كيوم وطني للشهيد وتم الاحتفال به لأول مرة سنة 1989 .
خاتمة:
نظرا لمكانة الشهيد
معززة عند الله وعند البشر لأنه هو الوقود الذي أشعل لهيب الحرية وهو المصباح الذي
أنار درب السيادة والاستقلال وبالنظر إلى أن الشهيد يبقى في كل الأزمان المتعاقبة رمزا
للحرية والكرامة التي ينعم بها الشعب حاضرا ومستقبلا وبالنظر إلى أن الشعب الجزائري
قدم قوافل الشهداء الأبرار قربانا إلى مذبح الحرية وأنه يدرك أن أولائك الشهداء جاهدوا
ضد العدو وفرطوا في الملك والأبناء والأزواج وملذات الحياة فداءا لهذا الشعب ليعيش
حرا أبيا كريما فإن كل الإعتبارات وغيرها مما لايتسع المقام لحصرها, صار لزاما علينــا
احياء ذكراهم في 18 من فبراير من كل عام ليعود إلى ذاكرة الجيل الحاضر أن أولائك الشهداء
لم تلهيهم الدنيا عن الوطن وحريته.
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات المدونة
بحوث مدرسية جاهزة نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل
الموضوع من المدونة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي
نسخ الرابط | |
نسخ للمواقع |
0 commentaires: