إتفاقيات إيفيان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إتفاقيات إيفيان
مفاوضات إيفيان الأولى
بدأت المفاوضات يوم20 ماي
في إفيان على الحدود الفرنسية السويسرية و ترأس الوفد الجزائري كريم بلقاسم و أحمد
بومنجل و سعد دحلب و محمد الصديق بن يحيى و الطيب بولحروف ورضا مالك الناطق الرسمي
بإسم الوفد و ترأس الوفد الفرنسي لويس جوكس وقد انقطعت مرتين في شهر جويلية و أوت1961
بسبب سعي الجانب الفرنسي لفرض شروط اتفاق غير مقبولة مثل فصل الصحراء بعد اكتشاف البترول
بها سنة1956 والحفاظ على إمتيازات الأوربيين و تجريد جيش التحرير الوطني من السلاح
و قد دافع الوفد الجزائري على وحدة التراب الوطني مستدلا بدستور 1947 وبالثورات التي
اندلعت في الصحراء عقب امتداد الاحتلال إليها و بسبب استمرار المعارك و استنكار العالم
لسياسة فرنسا في حرب الجزائر في الجمعية العامة للأمم المتحدة أرغمت الحكومة الفرنسية
على استئناف المفاوضات في لوقران و لي روس بفرنسا في فيفري ثم توقفت
مفاوضات إفيان الثانية
مارس 1962:
بعد توقف المفاوضات السابقة
سعى كلا الطرفين إلى استئنافها و بعد الاتصالات العديدة وافق الطرفان مرة أخرى على
اللقاء في في إفيان1962 و كان الوفد الجزائري يقيم في سويسرا و التقى الوفدان مرة أخرى
من7 إلى18 مارس 1962 حيث انتهت باتفاق الطرفين المتفاوضين على وقف إطلاق النار يوم
14 مارس على الساعة12 زوالا و أهم قراراتها:
- تنظيم استفتاء في مختلف
أنحاء الجزائر بما فيها الصحراء حول تقرير المصير.
- إنشاء هيئة تنفيذية مؤقتة
تسهر على تسيير إدارة البلاد و التحضير للاستفتاء.
- إطلاق سراح المعتقلين بعد
20 يوما من وقف إطلاق النار.
-
عودة اللاجئين إلى الجزائر.
-
الاستفتاء يتم في مدة أقصاها 6 أشهر من تاريخ وقف إطلاق النار أو
في مدة أدناها 3 أشهر.
كما تضمنت الاتفاقية فصول
عديدة منها :
- فصل خاص يتعلق بالشروط
والضمانات الخاصة بالتصويت على تقرير المصير.
- فصل يتعلق بتنظيم الأحكام
العامة للجزائر أثناء المرحلة الانتقالية إلى حين إعلان الاستقلال.
-
فصل خاص بالضمانات للفرنسيين و أتباعهم.
-
فصل حول التعاون الاقتصادي والمالي والثقافي بين البلدين و حق الشركات
الفرنسية في استثمار ثروات باطن الأرض .
- فصل خاص بالمسائل العسكرية
بحيث تمنح الجزائر لفرنسا حق استخدام قاعدة المرسى الكبير البحرية و الجوية لمدة
15 سنة وحق استعمال " مطار عنابة و بوفاريك و بشار و قاعدة رقان النووية لمدة
5 سنوات " مع إبقاء فواتها في الجزائر لمدة عامين إلى أن يتم سحبها تدريجيا.
مضمون اتفاقيات ايفيان:
يمكن تلخيص مضمون اتفاقيات
ايفيان و حصرها في النقاط التالية:
1-وقف إطلاق النار ابتداء
من يوم 19 مارس 1962م.
2- الاعتراف باستقلال الجزائر
و سيادتها الكاملة على أراضيها ووحدة ترابها.
3- موافقة الجانب الجزائري
على تأجير قاعدة المرسى الكبير بوهران للسلطات الفرنسية لمدة 15 سنة و كذلك مطارات
عنابة و بوفاريك و بشار و رقان لمدة 05 سنوات .
4- تكفل الجزائر بسلامة
الحقوق الخاصة ، بامتيازات استغلال المناجم و المحروقات و حرية الشركات الفرنسية في
الاستمرار في ممارسة نشاطها .
5- حق المستوطنين في الاختيار
بين الجنسية الجزائرية و الفرنسية مع إعطائهم ضمانات كافية للاحتفاظ بأملاكهم و أموالهم.
6- التعاون بين الجزائر
و فرنسا في جميع الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.
7- تحديد الفترة الانتقالية
بـ 04 أشهر ، يتم خلالها التمهيد لإجراء الاستفتاء.
8- يشرف على الحكم خلال
الفترة الانتقالية لجنة تنفيذية مشتركة .
9- يتم إجراء عملية الاستفتاء
حول تقرير المصير عقب الفترة الانتقالية مباشرة ، و تشرف على العملية لجان جزائرية
فرنسية مشتركة و تكون صيغته الاستفتاء : نعم أو لا للاستقلال و التعاون و نسجل هنا
اختلاف وجهات المنظر بين القادة الجزائريين حول مضمون هذه الاتفاقية فمنهم من يرى بأنها
استعمار مقنع و أنها ربطت مصير الجزائر بفرنسا إلى الأبد ، حيث سمحت للفرنسيين بالاحتفاظ
بالقواعد العسكرية في الجزائر ، و سمحت للمعمرين بالاحتفاظ بامتيازاتهم و أعطت الحق
للشركات الفرنسية باستغلال ثروات البلاد و منهم من يرى بأن الاتفاقية نصر عظيم للثورة
الجزائرية حيث أنها خلصت البلاد من الهيمنة الاستعمارية الفرنسية التي دامت 132 سنة
و منهم من يرى بأنها خطوة ايجابية نحو الاستقلال التام إذ يمكن تجاوز بعض سلبياتها
فيما بعد. و فعلا بدأت الجزائر بمجرد استعادة استقلالها في التخلص من بعض البنود السلبية
للاتفاقية لتستكمل استقلالها السياسي والاقتصادي و الثقافي.
الاستفتاء و إعلان الاستقلال:
لقد حاولت (O.A.S) المنظمة السرية العسكرية و هي حركة منشقة عن الجيش الفرنسي كانت تعارض
المفاوضات مع الثوار الجوزائريين و ترفض استقلال الجزائر و هي منظمة إرهابية ،إفشال
الاتفاقية وإعلان وقف إطلاق النار لأنهم أدركوا أن الجزائر أفلتت من أيديهم , فقاموا
بأعمال عدوانية بوضع المفجرات في الأحياء الشعبية واغتيال المفكر والأديب الجزائـــــــــري
"مولود فرعون" يوم15 مارس 1962 وإطلاق النار على المواطنين و إ حراق المكتبة
الجامعية و كان يقود (O.A.S)الجنرال "سالان" غير أنها
لم تتمكن من تحقيق أهدافها و غادرت آخر فرقة لهذه المنظمة وهــران يوم28 مارس1962 في
الفترة الانتقالية وفي شهر جوان 1962 انعقد المجلس الوطني للثورة بطـــــرابلس وأقر
الاتفاقية ووضع برنامج طرابلس لها بعد الاستقلال و تم إجراء الاستفتاء يوم 01جويلية1962
والنص الوارد في ورقة الاستفتاء .
هل تريد أن تصبح الجزائر
مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب اتفاقية ( تصريحات ) إفيان19 مارس 1962نعم أو لا ؟
وكتبت بالعربية و الفرنسية
و أعلن عن النتائج يوم 02 جويلية1962 وصوت الشعب بنعم بنسبة 97.5 % أي 5.975.581 صوتوا
بنعم من مجموع 992.115 ناخب و 16.534صوتوا بلا وفي 03 جويلية أعلن ديغول الاعتراف باستقلال
الجزائر إلا أن الثورة رفضت هذا الإعلان عن وثيقة الاستقلال فحددت يوم 05 جويلية
1962 التاريخ الرسمي لإعلان الاستقلال وهو يصادف ذكرى الاحتلال الفرنسي في 05 جويلية
1930 و هكذا تخلصت الجزائر من إستطان دام 132 سنة و بعد حرب تحريرية دامت 7 سنوات و
أربعة أشهر19 يوما لدى وقف إطلاق النار.
وقد اختلفت الآراء حول
اتفاقية إفيان فمنهم من يرى أنها استعمار مقنع, ربطت مصير الجزائر بمصير فرنسا إلى
الأبد من خلال حصول فرنسا على إمتيازات عسكرية واقتصادية وثقافية و بعض الضمانات للمستوطنين
و أتباعهم الذين تعاونوا معهم كعملاء خلال حرب التحرير .
- و منهم من اعتبرها انتصارا
ساحقا لأنها انتزعت الاعتراف بالسيادة و الاستقلال و الاعتراف بالجبهة كممثل شرعي وحيد
للشعب الجزائري.
لكن التاريخ أثبت أن اتفاقية
إفيان إيجابية من عدة أوجه.
أ- كونها حققت الهدف الرسمي
للشعب الجزائري المتمثل في اعتراف فرنسا بالسيادة الجزائرية على كامل التراب الوطني
.
ب- القيود العسكرية والاقتصادية
التي وردت في الاتفاقية المؤرقة لأن الجزائر تمكنت من تأميم الثروات الطبيعية و جلاء
القوات الفرنسية في بداية سنة 1965من رقان وفي 1968 من قاعدة المرسى الكبير .
ت- فيما يخص المستوطنين
نصت الاتفاقية على حقهم في البقاء في الجزائر أو مغادرة الوطن مع التعويض ولكنهم انظموا
إلى المنظمة السرية لذلك خافوا على أنفسهم فهربوا من الجزائر قبل إعلان الاستقلال و
بذلك أراحوا البلاد من التعويضات .
ث- و بعد إعلان الاستقلال
قامت الحكومة بتأميم أراضي المعمرين سنة 1963 حوالي 3 م.هكتار و تأميم البنوك1964.
ج - و غادرت القوات الفرنسية
البلاد في نهاية بدلا من و تأميم المناجم يوم ماي و استرجاع قاعدة المرسى الكبير بدلا
من وتأميم المحروقات
- و بذلك طويت آخر صفحة
من صفحات الاحتلال الأجنبي للبلاد .
قيام الجمهورية الجزائرية
1962
1. ظروف قيامها:في سبتمبر
1962 أعلنت الجمعية التأسيسية للثورة الجزائرية عن ميلاد الجمهورية الجزائرية الحديثة
وتميزت ظروف ميلادها بما يلي :
ـ نجاح الاستفتاء حول الاستقلال
ـ تدهور الأوضاع الاقتصادية
والاجتماعية في الجزائر
ـ استمرار الأعمال الإرهابية
OAS
ـ ظهور بوادر الانشقاق
السياسي بين قادة الثورة
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات المدونة
بحوث مدرسية جاهزة نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل
الموضوع من المدونة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي
نسخ الرابط | |
نسخ للمواقع |
0 commentaires: