المنهج
المنهج كلغة :-
ياتي من نهج اي سلك ..ومنه النهج الذي يرادف معاني
السبيل الصراك الطريق..كما قد يرادف معاني الطريقة الاسلوب ..الوسيلة..او الكيفية والمنوال..الشاكلة..طبعا
مع مراعاة السياقات و الالفاظ.
المنهج اصطلاحا هو:-
اسلوب وطريقة في التعامل مع المواضيع عرضا وطرحا
ومناقشة..وهو بذلك يتعدد بحسيب-طبيعة الموضوع فيكون منهج علمي ... فلسفي..ديني.. اجتماعي
..تاريخي نفسي شكل المنهج فيكون شكلي او موضوعي وقد يكون ذاتي بالنظر إلى القائم به.
المنهج فن وعلم ومعرفة في آن واحد
فهو فن لأنه يقوم على مهارات شخصية وبقوم على عوامل
التأثير والتأثر
وهو علم لان له قواعد تحكمه وله أسس لا بد من الارتكاز
عليه
وهو أخيرا معرفة من معارفنا الإنسانية.
المنهجية
هي منظومة تضع المبادئ التوجيهية لحل مشكلة ما، ذات
مكونات منها الأطوار والمهام والطرق والأساليب والأدوات.
وقد يعتبره البعض علم المناهج البحثية المستخدمة
في مختلف فروع العلوم.
الفرق بينهما :
إن المنهج هو الطريق الذي يمكن إتباعه، للوصول إلى
هدف معين:إنجاز عمل معين على سبيل المثال.و قد يختلف هذا المنهج من عمل لآخر، و من
بيئة لأخرى، بل و من شخص لآخر.
اما المنهجية، فهي الطريق الأفضل لإنجاز عمل(نشاط)
معين، من منظور الجماعة المعنية أو المُمَارِسة(الممتهنة= المحترفة) لذلك العمل، أو
من وجهة نظر نسبة كبيرة و مؤثرة منها (الجماعة)، على الأقل.
و إذن، يمكن لكل إنسان أن يتبع المنهج الذي يراه
مناسبا ،لانجاز الأعمال التي يريدها، طالما أنه غير مقيد بشروط معينة، تلزمه بإتباع
منهج بعينه.
و لكن،عندما يكون هناك منهج خاص لإنجاز عمل معين،
تتبناه جماعة معية، و تلزم أتباعها بإتباعه،و قد تعاقبهم إذا خالفوه، يصبح هذا المنهج،
إذن، منهجية( هناك منهجية في أجراء هذه العملية الجراحية أو تلك، و هناك منهجية في
صناعة هذا الدواء أو ذاك، و هناك منهجية في تصميم الدور السكنية، و هناك منهجية في
كتابة العقود الرسمية، و هناك منهجية في توثيق المراجع العلمية..إلخ).
و من ذلك على سبيل المثال، ما يسمى بالمنهجية الجامعية؛فهي
المنهج الذي تتبناه أو تأخذ به جامعة من الجامعات؛إذ
لكل جامعة منهجيتها الخاصة ، المستقاة من حضارة المجتمع الذي تنتمي إليه ، و من إيديولوجية
النخب الحاكمة في هذا المجتمع، أو المؤثرة فيه (نخب سياسية، و دينية، و اقتصادية، و
ثقافية،..إلخ).
و على كل طالب، ينتمي إلى هذه الجامعة أو تلك، أن
يبذل قصارى جهده، لفهم و استيعاب منهجية الجامعة، بل و أيضا منهجية الكلية التي ينتمي
إليها، و إلا عرض نفسه إلى العقاب، الذي قد يتمثل في الفشل و السقوط.
و إليكم مثال ثان:لقد اعتمد المؤرخون عدة مناهج لتفسير
التاريخ:فهناك التفسير الدوري للتاريخ، و هناك التفسير الجغرافي للتاريخ، و هناك التفسير
الديني للتاريخ...و هناك التفسير المادي للتاريخ، الذي جاء به كارل ماركس.
فإذا درس أحدهم التاريخ بمنهج ماركس، معتقدا أنه
هو المنهج الوحيد الصحيح لتفسير التاريخ، يكون هذا المؤرخ قد التزم بالمنهجية الماركسية
في قراءة التاريخ،أي الطريقة التي يتبعها أنصار الماركسية و يعتبرونها ملزمة لهم، و
لا يجوز لهم الخروج عنها أو عليها، و إلا عرضوا أنفسهم " للطرد" من
" الجماعة الماركسية".
و مثال ثالث:لقد اتبع الفقهاء المسلمون الكبار، مناهج
متعددة و متنوعة في استنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة:فمنهم
من مال إلى الرأي (كأبي حنيفة)،و منهم من اتبع المصلحة عندما يغيب النص الشرعي (كمالك
)، و منهم من وقف عند النص( كالشافعي و أحمد)(هذا تصور تقريبي، و إلا فإن الأمر أكثر
تعقيدا من هذا).
فإذا اتبع أحد الفقهاء، من أتباع الإمام أبي حنيفة،
منهج هذا الأخير و اعتبره ملزما له في كل اجتهاداته؛ يمكن نسبته إلى منهجية أبي حنيفة.أما
إذا الفقيه يدرس القضايا التي تعرض عليه بمناهج متعددة، حسب الأحوال و حسب ما يراه
مناسبا لكل موضوع، فهذا لا يمكن نسبته إلى أية منهجية بعينها.
و إذن، فالمنهج هو طريقة من الطرق للبحث أو للعمل..الفردي،في
حين أن المنهجية، هي طريقة في العمل الجماعي، فهي لذلك تقترب أكثر من مفهومي المذهبية
و الإيديولوجيا.
|
0 commentaires: