الكف عن استغلال الأطفال في الأعمال الشاقة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الكف عن استغلال الأطفال في الأعمال الشاقة
مقدمة
بالآونة الأخيرة بدأت
تنتشر وتتوسع في المجتمع الفلسطيني ظاهرة تشغيل الأطفال التي أصبحت تترك أثارا
سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص …
ولقد أخذ هذا الاستغلال أشكالا عديدة أهمها تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير
مؤهلين جسديا ونفسانيا للقيام بها ، علما أن العديد من الاتفاقيات الدولية قد جرمت
بدورها الاستغلال الاقتصادي للأطفال ومنها ( تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في
حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح ان يكون مضراً او ان يمثل
إعاقة ليتعلم الطفل او ان يكون ضارا بصحة الطفل او بنموه البدني او العقلي او
الروحي او المعنوي او الاجتماعي (اتفاقية حقوق الطفل –المادة 32-1 ).
ولقد
اخذ حجم هذه الظاهرة بازدياد حسب مسح القوى العاملة في فلسطين الذي / نفذته دائرة
الإحصاء الفلسطينية لسنة 1999م، كما أبرزت النتائج تدني واضح في نسبة الأطفال
الذين ذكروا انهم يعرفون حقوقهم, ومن ناحية أخرى لوحظ ان هناك ترابطا إيجابيا أيضا
بين نسبة المعرفة بحقوق العمل مع عمر الطفل وتعليمه ، وان الغالبية الساحقة من
الأطفال لا تتمتع بأي حماية قانونية : ولقد أفاد 99.1% من الأطفال العاملين أنه لا
يوجد بينهم وبين صاحب العمل أي عقد مكتوب .
ان هذا الوضع يتطلب
منا كمؤسسات تهتم وتعنى برعاية الطفل القيام بجهود مكثفة للضغط والتأثير للحد من
هذه الظاهرة وإصدار قوانين تحمي أطفالنا وبناء برامج توعوية في المجتمع الفلسطيني.
ولهذا سنركز في
الصفحات التالية لتعريف مفهوم العمالة وأسبابها والنتائج التي تعود على الفرد
والمجتمع وموقف الأطفال تجاه ظروف عملهم ووضع استراتيجيات وآليات لتقليل من ظاهرة
استغلال الاقتصادي للأطفال.
مفهوم عمالة الأطفال :
تنقسم إلى قسمين الأول
سلبي والثاني إيجابي : مصطلح عمالة الأطفال
السلبي هو العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على الطفل ، العمل الذي يهدد سلامته وصحته
ورفاهيته ، العمل الذي يستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه ، العمل
الذي يستغل عمالة الأطفال كعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار ، العمل الذي يستخدم
وجود الأطفال والا يساهم في تنميتهم ، العمل الذي يعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير
حياته ومستقبله .
مصطلح عمالة الأطفال الإيجابي :
يتضمن هذا التعريف كافة الأعمال التطوعية او حتى المأجورة التي يقوم الطفل
بها والمناسبة لعمره وقدراته ، ويمكن أن يكون لها أثارا إيجابية تنعكس على نموه
العقلي والجسمي والذهني ، وخاصة إذا قام به الطفل باستمتاع والحفاظ على حقوقه
الأساسية لأن من خلال العمل يتعلم الطفل المسؤولية والتعاون والتسامح والتطوع مع
الآخرين.
حجم ظاهرة عمالة وتشغيل الأطفال :
يقدر عدد الأطفال
الذين تتراوح أعمارهم من 5-17 سنة في الأراضي الفلسطينية عام 1998 بحوالي 1.25900
طفل أي ما نسبته 34.6% من مجموع السكان .. أي ما يعادل حوالي 43.90 طفلا كما
ان من بينهم حوالي 82.8% يعملون وعددهم 24900 والباقي يبحثون عن عمل ومستعدون له
وعددهم 7260 طفل وذلك بالاستناد الى منهجية مسح القوى العاملة في فلسطين لسنة
1999م .
أسباب وتأثيرات عمالة الأطفال :
لا بد من النظر بعين
الاعتبار الى أن عمالة الأطفال ليست بسبب اقتصادي وانما لوجود قضايا ثانوية أخرى
منها الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها الطفل ، وفي بعض المجتمعات النامية دائما
يقولون ان الأطفال الفقراء لهم الحق ان يعملوا لأنهم فقراء علما انه لا يوجد أحد
يعترف بحق هؤلاء الأطفال بالأجر المناسب للطاقة التي يبذلونها.
واليكم الأسباب لعمالة الأطفال :
· المستوى
الثقافي للأسرة : فائدة التعليم غير معروفة لهم.
· الفقر : الأطفال
يرغبون بمساعدة أسرهم ، عجز الأهل من الإنفاق على أولادهم .
· قلة المدارس
والتعليم الإلزامي .
· نقص بمعرفة
قوانين عمالة الأطفال.
· العنصرية.
· الاستعمار
والحروب والأزمات التي تخلق عبء اقتصادي .
· النظام
التعليمي السائد الذي يسبب ترك المدرسة مثل سوء معاملة المعلمين أو الخوف منهم ،
عدم الرغبة بالدراسة ، عدم المقدرة على النجاح في الدراسة ، قد يكون توقيت الدراسة
غير متناسب مع أوقات عمل الأطفال ( كما في الزراعة مثلا) قد يكون موقع المدرسة
بعيدا بالنسبة للأطفال ، الفتيات بشكل خاص، وقد يضاعف من هذه المشكلة فقدان
تسهيلات نقل الأطفال في المناطق النائية .
· الاقتصاد العالمي بالنقص في
برامج لتخفيف الفقر.
التأثيرات السلبية المدمرة لعمالة الأطفال :
يوجد أربعة جوانب
أساسية يتأثر بها الطفل الذي يستغل اقتصاديا بالعمل الذي يقوم به وهي
1) التطور والنمو الجسدي : تتأثر صحة
الطفل من ناحية التناسق العضوي والقوة ، والبصر والسمع وذلك نتيجة الجروح والكدمات
الجسدية ، الوقوع من أماكن مرتفعة ، الخنق من الغازات السامة ، صعوبة التنفس ، نزف
وما إلى أخره من التأثيرات .
2) التطور المعرفي: يتأثر التطور المعرفي
للطفل الذي يترك المدرسة ويتوجه للعمل ، فقدراته وتطوره العلمي يتأثر ويؤدي الى
انخفاض بقدراته على القراءة ، الكتابة ، الحساب , إضافة إلى أن إبداعه يقل.
3) التطور العاطفي : يتأثر التطور
العاطفي عند الطفل العامل فيفقد احترامه لذاته وارتباطه الأسرى وتقبله للآخرين
وذلك جراء بعده عن الاسرة ونومه في مكان العمل وتعرضه للعنف من قبل صاحب العمل أو
من قبل زملائه .
4) التطور الاجتماعي والأخلاقي : يتأثر
التطور الاجتماعي والأخلاقي للطفل الذي يعمل بما في ذلك الشعور بالانتماء للجماعة
والقدرة على التعاون مع الآخرين ، القدرة على التمييز بين الصح والخطأ ، كتمان ما
يحصل له وأن يصبح الطفل كالعبد لدى صاحب العمل.
ساعات عمل الأطفال القانونية:
تنص القوانين
والتشريعات الدولية والمحلية الخاصة بتشغيل الأطفال على منع تشغيل الأطفال اكثر من
ست ساعات عمل يوميا للأطفال الذين أعمارهم 15 عاما فأكثر.
أما الأطفال الذين تقل
أعمارهم عن ذلك فلا يجوز تشغيلهم بأي حال من الأحوال ومع هذا لا يتم التقيد بتلك
القوانين في أغلب الأحيان ولقد أبرزت النتائج أن 57.2% من الأطفال العاملين يعملون
أكثر من 6 ساعات عمل يوميا ، إضافة الى عدم حصول هؤلاء الأطفال على أجر مناسب
للطاقة التي يبذلونها .
هذا في حال الطفل
الذكر اما في حال الطفلة الأنثى فلا يحق لها اخذ معاش .
أسباب توجه الطفل العامل للعمل من وجهة نظره :
لقد أظهرت النتائج أن
أسباب توجه الأطفال العاملين للعمل تعود لعاملين أساسيين : وهما العامل الاجتماعي
والعامل الاقتصادي ، حيث تبين أنه من بين الأطفال المتوجهين لسوق العمل ، 67,7%
منهم يقومون بذلك لأسباب اقتصادية أي بدافع الحاجة المادية ، وتعود الأسباب
للمشاركة في رفع دخل الاسرة (31,1%) أو لأسباب اجتماعية ، توزعت بين الاستغلال
والاعتماد على النفس بنسبة 10,8% وملء الفراغ بعد ترك المدرسة بنسبة 12,4%
إصابات العمل :
أن التعرض لإصابات العمل يعتبر من أهم المؤشرات المتعلقة لعمالة الأطفال، حيث أن
6,5% من الأطفال العاملين تعرضوا لإصابات عمل خلال أدائهم لمهامهم أثناء العمل ،
وتتراوح تلك الإصابات بين كسور وجروح ورضوض إضافية الى إصابة الأطفال بتسمم أو
صعوبة التنفس او نزيف أو إصابات أخرى مختلفة .
هذا من جانب أما من
جانب آخر تعرض الطفل العامل للعنف الجسدي او المعنوي أو لكليهما معا من قبل صاحب
العمل ، او من زملائه في العمل أو الزبائن الذين يتعامل معهم .
موقف الطفل تجاه ظروف عمله :
·
أفادت النتائج أن 35.4% من الأطفال يرون ان عملهم مرهق جسديا .
·
15.4% يرون أن عملهم خطير.
·
-.64% يرون أن أماكن عملهم بعيدة جدا عن مكان سكناهم.
·
76.2% أجورهم منخفض.
الاستراتيجية والاقتراحات لتقليل عمالة الأطفال:
1- تعريف الأطفال الذين
يعملون على مهارات للتعليم.
2- تعزيز التعليم بطرق
لا منهجية .
3- تطوير المهن
والتدريب (مع دفع مقابل) من قبل المدارس المهنية.
4- العمل بشكل محلي
ودولي لوضع قوانين يمنع فيها الأطفال تحت جيل 18 سنة على العمل
مع الحرص على تطبيقه ( العمل بشكل ضاغط).
5- تشكيل لجنة في كل
منطقة تقوم بمتابعة ومراقبة عمالة الأطفال مع إعطاء صلاحيات لهذه اللجان:
1. عمل
الدولة والمؤسسات على تنفيذ حقوق الطفل لمنع عمالة الأطفال.
2. التنسيق
ما بين المجتمع المحلي والمؤسسات الدولية لتبادل الخبرات لمنع عمالة الأطفال.
3. العمل
على التقليل من العوامل التي تدفع الأطفال للعمل وعملية منع عمل الطفل يكون بدون
جدوى إذا لم يكن مصاحبا مع عملية التأهيل .
4. إزاحة
الأطفال من العمل : يجب التعرف على مدى خطورة العمل والبدء بإزاحة الأطفال أصحاب
العمل الخطر ثم التدرج لأقل خطورة مع وجود تعويض اقتصادي للأطفال .
5. التأهيل
يكون في مواقع العمل ، والعائلة والمجتمع من أجل منع الأطفال من إكمال العمل.
هذه
البرامج الثلاثة مرتبطة بمستوى ثقافة العائلة والمقصود بالثقافة قدرة الأهل للتعرف
على خطورة ونتائج العمل على الطفل :
-
مراقبة تطبيق قوانين عمالة الأطفال.
-
العمل على خطة محلية ليكون التعليم إجباري ومنع التسرب .
-
وضع عمر محدد للطفل الذي يستطيع العمل ويرتبط بنوع العمل .
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات المدونة
بحوث مدرسية جاهزة نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل
الموضوع من المدونة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي
نسخ الرابط | |
نسخ للمواقع |
0 commentaires: